2008-08-31 • فتوى رقم 31490
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منك أن تعرض علي ما يجب علي فعله في هذه الحالة، فأنا الفقير إلى الله من جديد بدأت بالصلاة، وبدأت أتقرب إلى الله، ولا أريد من الله سوى رضائه.
ففي يوم يا فضيلة الشيخ رأيت أبي يشاهد على الإنترنت المواقع الإباحية ويمارس العادة السرية، وهو لا يصلي ولا حتى يصوم، ودائم المشاهدة للقنوات الإباحية، وكل مرة نمحي فيها القنوات الإباحية من التلفاز يعاود الكرة ويرجعها، فما علي أن أفعل دون ما يغضب الله تعالي؟
أرجو الإجابة بسرعة يا حضرة الشيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأولاً أبارك لك التزامك بأحكام الشرع، وإنابتك إلى الله تعالى.
ثم أصلح الله والدك، ورزقه الالتزام والاتزان، وعليك أن تبره ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، مع محاولة نصحه بالتي هي أحسن وبحكمة في أوقات الراحة، وذلك بتذكيره بأن هناك يوماً سيحاسب فيه على ما يفعله في هذه الحياة الدنيا، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة، علَّه يستجب ويصلح وضعه فيما بينه وبين ربه.
وتبين له أن مشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، وأن الأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا؛ لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فإن فعلت ذلك فقد أبرأت ذمتك أمام الله تعالى، ولا تكلف أكثر من ذلك، مع الاستمرار في دعاء الله تعالى أن يمن عليه بالتوبة كما من عليك.
وأسأل الله تعالى أن يستجيب لك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.