2008-09-02 • فتوى رقم 31563
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد خنت زوجتي; وأنا الآن تبت توبة نصوح والحمد لله، وأداوم على المسجد، وأقرأ القرآن كل يوم، وأطلب الله أن يعفو عني.
هل يجب علي أن أخبر زوجتي بما جرى، مع العلم أنها تحبني كثيراً وتثق بي أكثر؟
ثم إنني أريد أن أسأل عن الأعمال الطيبة التي قمت بها قبل التوبة، هل لي أجر فيها أم لا; لأني مع أني خنت زوجتي كنت أتصدق وأصلي وأعين المساكين؟
وأشكركم جزيل الشكر، وجازكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته من أكبر الكبائر، ومن المعاصي التي وعد الله تعالى فاعلها بالعقاب العظيم.
والآن بما أن الله تعالى سترك فعليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، لا زجتك ولا غيرها، مع المبادرة إلى التوبة من ذلك فوراً إلى الله تعالى، والعزم على عدم العود إلى مثله أبداً، والإكثار من الاستغفار.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.