2008-09-02 • فتوى رقم 31599
كيف نعرف أن الله قبل التوبة؟
وماذا يفعل من تاب بلسانه واستغفر، ولكنه لا يستطيع أن يشعر بهذه التوبة، ولا بالندم في قلبه، والله يعلم ما في القلوب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان التائب راضياً عن توبته، فذلك إشعار بقبولها عند الله إن شاء الله تعالى.
لكن شرط التوبة النصوح التوقف عن الذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العود إلى مثله، ثم إن كان فيه حق آدمي فلا بد من توفيته إياه أو الحصول على المسامحة منه فيه.
ومما يعين التائب على تتحقق هذا الندم لديه أن يتذكر عظمة الخالق الذي يعصيه، ويستشعر عظيم نعمه عليه في جسمه وماله و... فكيف يقابل ذلك بالعصيان؟! فإن جزاء الإحسان الإحسان لا الإساءة، وإذا كان هذا لا يليق بين الخلق، فكيف يليق فعله مع الخالق سبحانه!.
مع تدبر قول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الزمر:53-61].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.