2008-09-03 • فتوى رقم 31666
أنا شاب عمري 18 سنة تقريباً، تبت إلى الله عز وجل والحمد لله، وأريد أن أتفرغ للعبادة، ولا شيء غير العبادة طوال عمري إن شاء الله.
لكن من شروط التوبة التحلل من المظالم، لذا فيجب علي أن أتحلل من المظالم، لهذا فأنا أريد أن أتحلل منها، لكن يصعب علي ذلك كثيراً، ولا أدري كيف أتحلل منها لأنها كثيرة وصعبة، وسيصعب علي ذلك كثيراً.
فهل اكتفي بأني لن أعود أبداً إلى ما كنت أفعل وأستغفر الله منه فقط، وأكثر من العبادات والطاعات عمري كله إن شاء الله ليكفر الله عني ذنوبي فقط ولا أزيد على ذلك ولا أفعل غيره، مع أني تحللت من بعض تلك المظالم سابقاً، ومع ذلك أشعر بالتقصير الشديد وأخاف من الله أن يحملني أوزار العباد، أم يجب علي لزوما أن أتحلل من كل تلك المظالم، علماً أن ذلك صعب وشاق علي، فإني أريد أن أتفرغ للعبادة والطاعات طوال عمري إن شاء الله، لكني أخاف أن يحملني ربي أوزار العباد يوم القيامة، وعندما أفكر في المظالم أجد أنه من الصعب جدا التحلل منها، خاصة وأن ذلك سيُشغلني عن العبادة لأني أريد أن أتفرغ لها بشكل تام إن شاء الله، مع أني تحللت من بعض تلك المظالم سابقا، ومع ذلك أشعر بالتقصير الشديد وأخاف كثيرا من الله أن يحملني أوزار العباد ولا ادري ماذا أفعل، أنا حائر جداً وخائف ونادم وحزين جداً، لهذا فإني أقول: ليتني ولدت من جديد، لا أدري ماذا أفعل، هل يكفيني أن لا أعود إلى ما كنت أفعل وأستغفر الله منه فقط ولا أزيد على ذلك لأتفرغ للعبادة طوال عمري إن شاء الله، مع أني تحللت من بعض تلك المظالم سابقا، ومع ذلك أشعر بالتقصير الشديد وأخاف من الله أن يحملني أوزار العباد، أم يجب علي أن أفعل شيئا آخر بالإضافة إلى ذلك، وماذا لو تفرغت للعبادة طوال عمري إن شاء الله واستغفرت الله على كل ما فعلت، ولم أعد إلى ما كنت أفعل أبدا، لكن في نفس الوقت لم أتحلل من تلك المظالم كلها لأن ذلك صعب وشاق علي، ولأن ذلك سيشغلني عن العبادة أيضا، هل ساكون آثما في هذه الحالة والعياذ بالله؟
والله أنا نادم جداً على ما فعلت، وحائر، وخائف من أن يعذبني الله بأوزار العباد.
أرجوكم ساعدوني، والله أنا ندمت كثيراً، وأنا حائر حزين جداً لا اعرف ماذا يجب علي أن أفعل.
أرجوكم ساعدوني وأرشدوني، جزاكم الله خيراً، فوالله إني خائف من الله خوفاً لا يعلمه إلا هو سبحانه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه لتمام التوبة، وإن لم يستطع التائب فعل ذلك الآن فحين قدرته على ذلك واستطاعته له.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70] والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ففي الحديث أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَه) أخرجه ابن ماجه.
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لهذه التوبة النصوح، ويثبتك على طاعته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.