2008-09-03 • فتوى رقم 31670
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
كنت أود أن أستفسر استفساراً بسيطاً عن الحكم الشرعي، أو كيف أفعل في موقفي التالي:
أنا حاليا أقوم بحفظ القرآن الكريم، وهذا من فضل الله تعالى علي ولله الحمد, وأنا جداً سعيدة بهذه النعمة من الله تعالى.
لكن المشكلة أن الوالدة دوماً تكون معارضة ومتضايقة حين أحفظ القرآن، وهي بالنسبة لها أن هذا الشيء غير مهم حفظه، يكفي قراءته، فلماذا الحفظ؟!
مع العلم يا شيخنا أني بارة بها، وأسعى دوما لإرضائها، لكن سبحان الله هي لا تساعدني في إرضائها، وأعلم يقينا أن رضاها واجب علي برغم أي شيء...
إنما كنت أود أن أسأل: ماذا أفعل في هذا الأمر, حتى أني أصبحت أستيقظ مبكراً من النوم حتى أحفظ القرآن دون أن تراني، وأراجع جزءاً من القرآن في القيام حتى أتجنب أن ترى ذلك فتتضايق, مع العلم يا شيخنا أني لا أعمل منذ عام تقريباً، أي أني متفرغة.
أفيدونا في ذلك، بارك الله فيكم، وسدد خطاكم للخير دوماً إن شاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك أولاً تطلعك إلى حفظ القرآن الكريم، وسعيك إلى زيادة صلتك بكتاب الله تعالى، وأبشرك أن من حفظ القرآن الكريم وعمل بما فيه، أثابه الله على ذلك وأكرمه يوم القيامة، حتى إنه ليرتقي في درجات الجنة على قدر ما يقرأ ويرتل من كتاب الله، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها) أخرجه الترمذي وأبو داود.
فبيني لوالدتك عظمة هذا الأجر لمن يحفظ القرآن الكريم، ثم أعلميها بأن حفظك أنت للقرآن الكريم لا تختصين بثوابه وحدك فقط، بل ينالها بذلك هي ووالدك الخير العميم، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ القرآن الكريم وعمل به ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟) أخرجه أبو داود.
إضافة إلى عدم تقصيرك بواجباتك معها، وبرها قدر استطاعتك، وأسأل الله تعالى إن فعلت ذلك أن يكون سبباً في تغيير نظرتها لما تفعليه.
لكن أذكرك بأنه يجب على حافظ القرآن الكريم أن يتعهده بالتلاوة حتى لا ينساه لقوله عليه الصلاة والسلام:( تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها). أخرجه البخاري ومسلم.
وأسأل الله تعالى أن توفقي لختم كتاب الله تعالى، ويعظم أجرك، ويتقبل منا ومنكم صالح العمل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.