2008-09-04 • فتوى رقم 31685
أنا مسلم وأعيش في السويد وعندي عمي يسكن هو وعائلته في نفس المنطقة، لقد وفقني الله لمساعدته للمجئ إلى السويد ولقد جلبته للعيش معي في نفس المنطقة حيث أن الله وفقني بالحصول على منزل قبله, وهو أكبر مني بخمس سنوات, المشكلة أنه غير ملتزم لاهو ولا زوجته وبالطبع عكس ذلك حتى على أطفاله حيث حث بنته على ترك الحجاب بمجرد وصولهم إلى مطار السويد, وهو دائما يشرك في الله تعالى, حيث أنه يتحدث إلى عينه ويسألها وإذا بدءت بالحركة يقول بأنها تجاوب بنعم أو لا حسب الحالة، أنا والحمد لله أسعى لكي أحسن عبادتي لله فقط راجيا منه أن يعينني على ذلك، وأن أحسن تربية ذريتي تربية دينية, بعدأن أستقر هو بدء بمقاطعتي هو وزوجته, وأصبحو يتضايقون مني وزوجته لا تسلم علي مطلقا، وهو أحيانا يسلم وأحيانا لا، أنا لم أقطع السلام عنه ولكن فقط لا أزوره في بيته ولكني إذا التقيته أسلم عليه وأتكلم معه، فهل أنا قاطع لرحمي في هذه الحالة؟
أرجو كتابة شرح مفصل لي, الله وحده يعلم كم هم متضايقون مني ولا أعرف لماذا، علما أن الله جعلني سببا لإخراجهم من العراق ومجيأهم للسويد وسابقا كنت المحبب لديهم، والآن أنا بمثابة العدو بالنسبة لهم ولم أقم معهم إلا بالمساعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري.
فعليك أن تصل رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
فلك أن تقتصر في صلتك عمك بأدنى مستوياتها، وتتجنب القطيعة التامة فإنها محرمة، وتجتهد في إصلاح حاله، ونصحه باللين والحكمة، وتذكيره بالله تعالى، مع الدعاء له بالهداية، ولا تكلف أكثر من ذلك، وأما زوجة عمك فأجنبية عنك من كل الوجوه، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.