2008-09-04 • فتوى رقم 31686
السلام عليكم
عند مجيئي للسويد وبعد حصولي على السكن, قامت دائرة الهجرة بعرض مبلغ مالي بصيغة قرض ذي فائدة، وذلك لتأثيث البيت, وأنا لم يكن لدي مال في وقتها, وقمت بأخذ القرض فقط لسبب واحد وهو أني كنت بصدد لم شمل عائلتي ولم يكن لدي المبلغ الذي يكفيني لذلك أخذته وادخرته لدفع تكاليف المجئ لعائلتي, واعتمدت على تفكيري الخاص في وقتها, حيث قلت لنفسي بأن القرض هو من الحكومة وليس من شركة خاصة، ولم أكن أعلم ماذا أعمل في وقتها, وبعد قدوم عائلتي قمت بتسديد المبلغ كله, فما الحكم الشرعي لهذه المسألة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
فسارع في التوبة النصوح ولا تعد إلى المعاصي، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.