2008-09-06 • فتوى رقم 31764
السلام عليكم
لقد راسلتكم من قبل عدة مرات من بريدي الآخر وأفدتموني جزاكم الله خيرا؛ حيث إنني امرأة متزوجة منذ عام ولكنني للأسف مصابة بالوسواس القهري، وأخاف من الطلاق، و كل ما يحدث بيني وبين زوجي خلاف، ويقول لي أي شيء أخاف أن يكون معناه الطلاق، وإذا مرت فترة دون أن يحدث ما يثير وساوسي أبدأ بالرجوع إلى أشياء حدثت منذ وقت وأوسوس فيها، وهذا ما يحدث لي الآن حيث إن هناك مشكلة حدثت بيني وبين زوجي منذ أشهر وبصراحة من كثرة الوساوس فأنا لا أتذكر إن كنت قد سألتكم عن هذا الموضوع أم لا.. فقد حدث أن اختلفت مع زوجي وغلط علي وأنا كنت غاضبة جدا،ً و اتصلت علي أمي وأنا أبكي، و كنت أخبرها بما حدث، وزوجي كان غاضبا مني لأني أقول لها ما حدث؛ حتى لا يحرج منها، و في خلال مكالمتي لها قال لي: قاعدة تقولين لها كل شيء (أظن) و بعد ذلك قال لي آخر ما بيني وبينك، وبالطبع أنا على طول سألته ماذا تقصد؟ هل تقصد الطلاق؟ فقال لي: لا طبعا، و حلف لي أنه لا يقصد الطلاق، و قال لي أنه قالها استفساراً بمعنى أنه يقصد: لماذا تفضحيني عند أمك؟ هل هو آخر ما بيني و بينك؟ و أنا بصراحة متأكدة من أنه لم يقصد الطلاق، و لكن أظن أنه لم يقل ذلك بمعنى الاستفسار، و لكن قال ذلك فقط لأنه غاضب جدا دون أن يقصد الطلاق، ولأنه خاف أن أبدأ بالوسوسة؛ لذلك قال لي إنه قصد الاستفسار، فما الحكم إن كان قالها لأنه غاضب دون أن يقصد الطلاق ولا الاستفسار؟ كما أنه حدث مرة من المرات أننا أنا وزوجي حدثت بيننا مشكلة؛ لأنني خرجت دون أن أستأذنه، ولكن لم أكن أقصد إغضابه و لكنه غضب جدًا، و قال لي: جزاء لك لن تذهبي إلى المناسبة الفلانية (حيث إني كانت لدي مناسبة بعد ذلك بيومين) ولن تذهبي إلى أي فرح في هذه العطلة (حيث إن ذلك كان خلال عطلة، و كانت لدي كثير من أفراح أقاربي و صديقاتي وأقارب زوجي) ولو فرح في هذه العطلة آخر ما بيني وبينك. وبعد أن تصالحنا سمح لي زوجي بالذهاب، وقال لي إنه فقط قال لي ذلك ليوضح لي مدى غضبه، و يوضح لي أنه جاد في منعي من الذهاب لأنه غاضب جدا وأنه لم يقصد ولم ينو الطلاق، و لكن بعد أن تصالحنا و تفاهمنا فهو سمح لي بالذهاب، و لكن أنا لأني كنت خائفة وأوسوس؛ فلم أرد الذهاب إلى فرح صديقتي، و لكن زوجي أصر علي و حلف لي على المصحف أنه لم يقصد الطلاق و قال لي: لو كنت أقصد الطلاق ما كنت سمحت لك بالذهاب طبعا.ً و قال لي: لو كنت أقصد الطلاق كنت سأستخدم لفظ الطلاق بدل أن أقول آخر ما بيني و بينك فذهبت . فما الحكم؟ و كيف أجعل زوجي يتوقف عن قول الكلام الذي يثير وساوسي عندما يكون غاضباً؟ و كيف أستطيع التخلص من هذه الوساوس كي أعيش هانئة؟
مع رجائي بأن تدعو لي أن يزيل الله عني الوساوس التي تنغص حياتي، وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا تلتفتي إلى وساوس الشيطان، فلم يقع الطلاق بما ذكرت أبداً، والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.