2008-09-08 • فتوى رقم 31820
أريد معرفة الرأي الشرعي في هذه القروض.
نحن في ليبيا وبدون مبالغة ليست لدينا شركات تبني مساكن وتبيعها للمواطنين بالتقسيط أبداً أبدا، أما بالنسبة للتأجير فإنه إن لم يكن مستحيلا فهو صعب جداً، فمن سيؤجر لك لابد أن يعرفك جيدا عن طريق قريب له، ويضمنك عنده ويكون الإيجار في الأغلب أكبر من قيمة مرتبك ولفترة محدودة، ومرهونة بحاجة صاحب العقار للمسكن لتزويج ابنه أو حاجة قريب له للمسكن فيكون عليك إخلاء المسكن ومساكن الإيجار الصالحة للسكن قليلة جدا، إذ إنك تجد مسكنا غير صالح لسكن الآدمي، ومع ذلك يكون الإيجار أقل بقليل؟
فى ليبيا لا توجد مصارف إسلامية أبداً والمصارف العقارية لدينا ((ملك للدولة بالكامل)) تقرض قرضا لبناء مسكن قيمته37100دينار وترجعه على اقساط لمدة 35 سنة بقيمة 40000 دينار، فهل آخذ القرض والله أعلم بأنني في نفسي أعلم أنه لايمكنني أن أقيم في مسكن صحي إلا بهذه الطريقة فقط، علماً بأن ((ما يؤخذ منا كفائدة يصرف من قبل الدولة على المشروعات العامة)).
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أخذ القرض ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، والضروري هو خيمة بالإيجار، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك، لأن الضرورات تقدر بقدرها.
فعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.