2008-09-08 • فتوى رقم 31829
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عملت في السابق كمدرب في نادي رياضي ومنقذ سباحة في مسبح مختلط في إحدى الدول الأجنبية، أي أن بيئة العمل كان فيها الكثير من الحرام، ولكن هل المال الذي أكتسبته كراتب حلال أم حرام؟
وهل علي أن أتبرع بما اكتسبته من مال، وفي حال كان المال حراما، أرجو بيان سبب حرمته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعملك هذا محرم؛ والكسب منه محرم، وعليك أن تتوب وتستغفر، وتكثر من فعل الصالحات، وتتصدق بما تيسر لك، ولا يلزمك أن تتصدق بكل ما كسبت من هذا العمل المحرم، وإن فعلت ذلك فحسن، علما أن باب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتك وأن يكرمك بالاستقامة بعدها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.