2008-09-11 • فتوى رقم 31910
أنا مهاجر في أوروبا، وفي أيامي الأولى لم أكن أملك أوراقا، اضطررت للعمل في مطعم من ضمن ما كنت أقدمه للزبائن لحم الخنزير، ولم أكن أصلي صلاة الجمعة مدة 9 سنوات إلى أن تبت سنة 1996. في تلك الفترة اشتريت قطعة أرض من المال الذي كنت أتقاضاه من ذلك العمل... فما هو الحكم الشرعي: هل من حقي التصرف في تلك الأرض أم هي محرمة علي، إن كانت محرمة كيف أتصرف فيها، هل يمكنني أن أهبها لأحد أقاربي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعملك ذلك محرم؛ والكسب منه محرم، وعليك أن تتوب وتستغفر، وتكثر من فعل الصالحات، وتتصدق بما تيسر لك، ولا يلزمك أن تتصدق بكل ما كسبت من هذا العمل المحرم، وإن فعلت ذلك فحسن، علما أن باب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتك وأن يكرمك بالاستقامة بعدها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.