2008-09-17 • فتوى رقم 32127
تقدمت للحصول على قرض من بنك HSBC لاستخدامه في الزواج بفائدة 14% متناقصة لمدة 5 سنوات و للأسباب التالية:
أنا شاب عمري 28 سنة، وعند بداية الخطوبة كان الاتفاق مع أهل العروس على 3 سنوات، والآن قد مر 5 سنوات، ووفقني الله للحصول على شقة إيجار قديم بمقدم 20000 جنيه، ودفع إيجار شهري لها،
ووفقني الله لتجهيز الشقة من دهانات وأساسات بتكلفة أكثر من 30000 ، ولا أملك سوى مرتبي منذ بداية عملي من 5 سنوات، وأنا متحمل كافة المصاريف السابقة بدون مساعدة أحد ولا من أهلي، مع كثرة وعود والدي لي بالمساعدة، مع العلم بامتلاكه أراضي، والله أعلم بظروفه المادية، فقد وعدني أكثر من مرة على مدار الأعوام السابقة بتقديم المساعدة لي ولم يف بالوعد، مع مساعدته لأولاد عمي في زواجهم، مع كلامه بأنه مدين للبنوك، والله أعلم، وقد طلب مني الحصول على قرض من البنك بضمان مرتبي مع تحمله للأقساط الشهرية، وبعد 5 أو 6 شهور سيتمكن من تسديد أصل القرض، ورفع الفوائد المستحقة على باقي المدة؛ حيث سيتمكن من بيع قطعة أرض وتسديد المبلغ، وأنا غير متأكد من ذلك لكثرة خلفه لوعوده معي، مع العلم بأنني سأستخدم مبلغ القرض في فرش المنزل بالأثاث، والأجهزة الكهربائية، ومصاريف كتب الكتاب وخلافه، وأريد أن أستر نفسي وأستر خطيبتي، نظرا لطول مدة الخطوبة مع كثرة المشاكل معها، وكاد أن يحدث انفصال بيني وبينها أكثر من مرة، مع سوء حالتها النفسية؛ لمشاهدتها أخواتها وأقربائها وأصحابها يتزوجون قبلها بكثير، و لكنها مؤمنة بقضاء الله، وتعلم أنه أمر الله، فهل هذا القرض الذي سوف أحصل عليه طبقا لهذه الأسباب حلال أم حرام ؟ وإن كان فيه حرمة، فكيف يهديني الله بالتكفير عن ذنبه أو كفارته؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أخذ القرض ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليست حالتك تصل إلى هذا الحد.
وعلى المتورط في الربا أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]. ، ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتك.
وعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.