2008-09-17 • فتوى رقم 32158
السلام عليكم، كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بألف خير
باختصار يا أستاذي أنا أعرف فتاة متدينة وأثق بها، إنها تقول إنها إذا صلت صلاة الاستخارة فإن أحدا يأتيها في المنام ويخبرها بالجواب الشافي، أنا لا أعرف من هو ولا كيف يعرف هو، تقدم شاب لخطبتي وهو إنسان صالح كانت عندي بوادر موافقة عليه، ولكني طلبت منها أن تصلي لي الاستخارة، فاستخارت لي وكان جوابها أن هذا الشاب ليس نصيبي، وعلي أن لا أفكر فيه أبدا، فرفضته ولكن هذا الشاب عاد مرة أخرى لخطبتي، أخبرتك أني لدي بوادر موافقة، لا أعرف ماذا أفعل أرجو منك النصيحة، وما رأيك في استخارة هذه الفتاة، هل يمكن أن يحصل ما تقوله هي؟ ومن هذا الذي يخبرها؟
الرجاء عنونة السؤال ب(الاستخارة) لكي أتمكن من الوصول إليه من الموقع؛ (عندي مشاكل في بريدي)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأصل أن يستخير كل إنسان لنفسه؛ لأنه هو صاحب العلاقة، وهو الذي سينشرح صدره لها أو ينقبض، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الاستخارة من أجل أحد، وإنما كان يعلمهم إياها، وعليه فعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واعملي بعد ذلك بما ينشرح له صدرك أنت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.