2008-09-17 • فتوى رقم 32167
بسم الله والصلاة والسلام على خاتم المرسلين والأنبياء سيدنا محمداً بن عبد الله (عليه الصلاة والسلام) ، أرجو الإجابة على سؤالي هذا:
• كنت أدخر من دخلي الحلال مالا، وقررت العام الماضي أن أستثمر هذا المال، فاتجهت إلى سوق المال (بورصة الأوراق المالية)، وكنت أشتري وأبيع الأوراق المالية بشكل جيد حتى أنني ربحت منها مبلغا جيدا
• قررت بعد ذلك أن أشتري شقة لأسرتي، إلا أنه نظرا لعدم امتلاكي المال الكافي لذلك قمت في مارس 2008 باقتراض مبلغ من المال من أحد البنوك غير الإسلامية (بنك ربوي) ، إلا أن إجمالي ما تجمع لدي من مال (أموالي + قيمة القرض الربوي ) لم يكن كافياً أيضا لشراء الشقة التي أرغب بها، لذا قررت أن أستثمر القرض مع أموالي بسوق المال، حتى يكرمني الله بربح وأستطيع شراء الشقة.
• منذ أن أدخلت أموال القرض الربوي على أموالي بسوق المال، وأنا في خسارة مستمرة، والآن أنا في قمة خسائري، إلا أنه من المتوقع أن يحدث ارتفاع مجددا لقيمة الأسهم خلال الأربعة شهور القادمة.
• منذ اقتراضي للقرض وأنا أشعر بعدم طمأنينة، لذا فأنا استغفر الله على ما فعلت، وأريد أن أعيد ما تبقى علي من قيمة القرض إلى البنك.
والسؤال هو: هل أبيع الآن وفوراً الأسهم التي لدي وأعيد قيمة كل ما تبقى علي من القرض الآن (بالرغم من خسائري التي بلغت أكثر من 75% من قيمة رأس مالي الحلال)، أم أنتظر حتى ترتفع قيمة الأسهم خلال الأشهر الأربعة القادمة وأبيعها وأقوم بتعويض بعض خسائر رأس مالي الحلال، ثم أعيد كل ما تبقى علي من القرض؟
أفتوني جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك فورا أن تسارع إلى التخلص من الربا، فإنك لا تضمن حياتك لحظة واحدة، فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]. ، ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.