2008-09-25 • فتوى رقم 32403
ما هو حكم الخطأ الطبي في الشرع الذي يؤدي إلى موت المريض؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان ذلك الخطأ لا يحصل عادة من أمثال هذا الطبيب، فهو قتل خطأ عند بعض الفقهاء، وفيه الدية على عشيرة هذا الطبيب وليس عليه، وعليه جزء منها بسيط كأي فرد من أفراد أسرته أو عشيرته، وتدفع الدية لورثة الميت إذا طالبوا بها، ومقدارها يساوي قيمة (4,25) كغ من الذهب الخالص، وعلى هذا الطبيب الكفارة، وهي صيام شهرين متتابعين (من الأشهر الهجرية)، أو ستين يوما متتابعة مطلقا، ويمكن أن يصومها في الشتاء البارد الذي يقصر نهاره على قدر إمكانه، ولا بديل للصوم عند أكثر الفقهاء، وقال الشافعية بجواز دفع بدل يساوي إطعام ستين مسكينا عند العجز عن الصوم، وإطعام المسكين يساوي قيمة 2,5 كغ من القمح تدفع لستين فقيراً، أما إن كان هذا الخطأ (الذي تسبب في موت المريض) ذلك يحصل من أمثال هذا الطبيب بحسب العادة، فلا دية عليه إن شاء الله ولا كفارة، لكن عليه أن يتوب ويستغفر ويكون حريصاً على تجنب الأخطاء في المستقبل.
ويرجع في تقدير مسؤولية الطبيب إلى خبرة لجنة من الأطباء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.