2008-09-28 • فتوى رقم 32548
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدوني أفادكم الله: أعمل في تصميم مواقع الإنترنت من حين لآخر، ولكني لا أملك "سيرفر" -أو مساحة- لوضع الموقع عليها, فأقوم بشراء اسم الموقع والمساحة من صديق بثمن منخفض، وأحتسب مبلغاً كربح على الزبون الذي صممت له الموقع.
فهل الربح الذي أتقاضاه على المساحة التي أضع عليها الموقع حلال وتعتبر من التجارة، أم حرام، مع العلم أن عملية شراء المساحة تتجدد سنوياً، وإني أتخذ ربحاً كل مرة، ولا يوجد أي علاقة مباشرة بين زبوني وبين الشخص الذي أشتري منه المساحة؟
وهل يمكنني تقاضي ثمن المساحة مسبقاً قبل شرائها لأضمن أن لا يتراجع الشاري، فلو فعل ذلك لا يمكنني حتى بيع المساحة لغيره، فعملية الشراء تكون باسم معين -اسم الموقع- فلا أحد آخر يرضى باستعمال اسم لا يهمه، هذا إن وجدت أصلاً من يريد الشراء، فأخسر المال الذي اشتريت به؟
وشكراً مسبقاً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كت تبيع الزبون الموقع والعنوان والمساحة المخصصة له على السيرفر فلا مانع من ذلك، أما إن كنت تبيعه الموقع ويوكلك هو توكيلاً في أن تحجز له العنوان والمساحة على السيرفر، فلا يجوز لك أن تربح من عملية الحجز هذه إلا بعلمه وبرضاه.
ثم إنه لا مانع من بيع شيء موصوف في الذمة غير معين وإن لم يملك بعد أو لم يتسلم بعد، ويسمى بيع السلم، ولكن شرطه أن يوصف المبيع وصفا تاما، وأن يبين في العقد تاريخ التسليم ومكانه، وأن يدفع المشتري كامل الثمن فورا.
وإلا فليكن اتفاقك مع الزبون قبل أن تملك المساحة وعدا بالبيع أو اتفاقا عليه دون إبرامه، وليكن البيع بعد أن تملك المساحة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.