2008-09-28 • فتوى رقم 32552
السلام عليكم
أنا شاب على علاقة بفتاة، مارست معها الحرام أكثر من مرة لكن دون إيلاج القضيب لا في القبل ولا الدبر، كأنت تتعرى أمامي وأقوم بمداعبتها، وأضع القضيب على فرجها من الخارج، أو أن تقوم بمص القضيب.
سؤالي: أي درجة من الزنا وقعت فيه؛ لأنه بحسب علمي الزنا يقع بدخول الحشفة؟
آسف على جرأة السؤال.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وهو إن لم يتحقق فيه وصف الزنا الموجب للحد إلا أنه من مقدماته التي نهانا الله تعالى عنها أيضاً فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والمبادرة إلى الابتعاد عن هذه الفتاة نهائياً، والتوبة النصوح إلى الله تعالى، إذ التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
والذنب في رمضان أعظم، لكن من تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر:53-54].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع ملء الوقت بعمل علمي أو مهني مباح يأخذ الوقت كله، والسعي للزواج ما أمكنك ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.