2008-10-05 • فتوى رقم 32588
السلام عليكم
ما حكم الأب الذي يتكلم الكلام البذيء على زوجته أمام أولاده، ولدينا أخي مريض بمرض خطير، وقد جمع الناس مالا له، فأخده أبي وأعطاهم منه القليل، أما الباقي احتفظ به، وقال لم يعد لي علاقة به، وهو يقوم بنشر كل ما يحدث في بيتنا للأهل والأقارب، ويقول لأمي: "سأفضحكم" علما بأننا ملتزمين لحد ما بالدين، ولكنه لا يحمد الله وأمي طلبت منه الطلاق، ولكنه أخبر خالي بأنه سيبيع المنزل ولم يعد له علاقة بنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكم الاستمرار بنصحه بحكمة وموعظة حسنة، (أو توكلوا أحدا ذا مكانة وحكمة ليقوم بذلك) وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وأنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا فيه عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وأسال الله تعالى أن يهديه ويوفقكم لنصحه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوصيكم بكثرة الدعاء له بالهداية والاستقامة وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى له الهداية العاجلة.
وأوصيكم مع ذلك ببر هذا الوالد والإحسان إليه فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولا شك أنه سيتغير معكم إن عاملتموه بالحسنى وداومتم على ذلك، بل إن الله تعالى سيكرمكم بما تحبون، ويصرف عنكم آثار كلامه السيء إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.