2008-10-01 • فتوى رقم 32604
هل يمكن الاستمرار في الصلاة خلف إمام لا يجيد القراءة بسبب عيب خلقي في قراءاته، حيث إنه لا يستطيع تخريج الحروف بوضوح بسبب سرعة قراءته حتى وصل الأمر إلى عدم فهم أو معرفة الآيات التي يقوم بقراءتها، وهو إمام مسجد مكلف رسمياً من الجهة المختصة، وإنه ملتزم أخلاقياً ومواظب وحريص على المسجد المكلف به، وإن مستواه التعليمي جامعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى المسلمين أن يختاروا للإمامة في الصلاة أعلمهم، ثم أقرأهم وأحسنهم تجويداً للقرآن الكريم في جميع صلواتهم، ومن لا يجد في نفسه الكفاءة لذلك فعليه أن يعتذر عن الإمامة ويقدم الأكفأ منه لها.
وإذا كان القارئ يبدل الحروف فلا تصح إمامته، ويجب على من صلى خلفه ممن يحسن النطق بالحروف إعادة الصلاة، ثم إن كان ذلك لعجزه عن النطق الصحيح فإنه يعذر في حق نفسه، وإن لم يكن عاجزاً عن النطق الصحيح فلا يعذر مطلقا، وهو آثم في ذلك.
أما إن كان أصل القراءة صحيحا لغويا فلا مانع من الصلاة خلفه، لكن الأولى أن يؤم القوم أقرؤهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.