2008-10-01 • فتوى رقم 32672
السلام عليكم
أريد أن أسأل حضرتكم سؤالاً، وأرجو الإجابة العاجلة.
هل الصدقة تساعد في إزالة الهموم والأحزان، وما الدليل الشرعي على ذلك؟
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن تصدق على المحتاجين دون رياء أو منة فله عظيم الأجر عند الله تعالى، وهي دليل على صحّة إيمان مؤدّيها وتصديقه، ولهذا سمّيت صدقةً.
وليبشر بعظيم الأجر الذي أعده الله تعالى للمتصدقين، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة:262]، وقال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً﴾ [المزمل:20].
وعن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه.. » فذكر منهم: «رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» أخرجه البخاري ومسلم.
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:«ما تصدّق أحد بصدقة من طيّب -ولا يقبل اللّه إلاّ الطّيّب- إلاّ أخذها الرّحمن بيمينه، وإن كانت تمرةً، تربو في كفّ الرّحمن حتّى تكون أعظم من الجبل كما يربّي أحدكم فلوّه أو فصيله». أخرجه البخاري ومسلم.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (باكروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط.
وعن أبِي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقة) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فتنة الرجل في أهله وماله ونفْسه وولده وجاره، يُكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أخرجه البخاري ومسلم.
وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح العمل، وأن يفرج همك ويزيل كربك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.