2008-10-01 • فتوى رقم 32674
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أتكلم عن بلاء وقعت فيه، كان معي في نفس المكتب فتاة, بعد فترة قصيرة أصبح بيننا استلطاف، ومن ثم أحببنا بعضنا واتفقنا على الزواج، ولكن أهلها كانوا معارضين بشدة, أستمر هذا الحب رغم معارضة الأهل، ولكن أصبح شكلاً من أشكال المعاصي وجودنا في غرفة واحدة ودخل الشيطان معنا بقوة، وكنا كلما تقدم الزمن في علاقتنا يتطور الحرام معنا، وصرنا نقبل بعضنا قبلاً حميمة جداً، ومن بعد ذلك انتقلنا إلى الأعضاء التناسلية وبدأنا باللعب والوصول إلى النشوة مع بعض، ولكن لم يصل أبداً إلى أي نوع من أنواع إدخال الفرج أو حتى ملامسة الفرج للفرج، وكنا كل مرة نفعل هذا الحرام تخلق بيننا مشاكل كبيرة جداً، ونصل إلى حد أن ننفصل عن بعض، ولكن ما حصل بيننا من حرام لم يكن يعطينا الحرية في ترك بعضنا لأننا مصرين على أن نتزوج، وأن تكون توبتنا بالزواج.
السؤال: ماذا يمكن أن نفعل إذا تركنا بعض, أو المفروض أن نتزوج حتى يغفر الله لنا ما فعلناه من حرام مع بعضنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه من أكبر المعاصي، وسببه الاختلاط المحرم وما لجأتم إليه فأدى بكما إلى ما ذكرت.
فعليك الآن التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وهو إن لم يتحقق فيه وصف الزنا الموجب للحد إلا أنه من مقدماته التي نهانا الله تعالى عنها أيضاً فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
وكذلك عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والمبادرة إلى الابتعاد عن هذه الفتاة الأجنبية عنك نهائياً، والتوبة النصوح إلى الله تعالى، إذ التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
ثم بعد التوبة النصوح لك الزواج من التي فعلت معها مقدمات الزنا إن ارتضيتها لنفسك ورأيت أنها مناسبة لك، وعلمت توبتها وتيقنت من ذلك، ورضي أهلها بك، ولا يجب عليك ذلك.
أما إذا لم تتيقن من توبتها فليس لك الزاوج منها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.