2008-10-13 • فتوى رقم 32835
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا وزوجي نعيش بألمانيا، ولم يرزقنا الله بأطفال منذ سبع سنوات، وقال لنا الدكتور فرصة الحمل بأطفال الأنابيب إن شاء الله فرصة كبيرة، ولكن تكلفة العملية 1800 يورو، وممكن أن نأخدهم من البنك، ويكونوا بالناقص لأنه لا يوجد هذا المبلغ معنا، وهم طالبين علي الأقل 800 يورو وتقسيط الباقي.
فهل نأخد المبلغ، مع العلم أنهم يأخدوا رسوماً لو كان لا يوجد فلوس لنا بحسابنا، وقد صلي زوجي صلاة الاستخاره ورأى حلماً غريباً بعد صلاة الفجر عن بنت معه بالعمل، وهي شاذه جنسياً، وكانوا يأخذوا عندها درس لم يعرف نوع الدرس، وذهب ومعه حذائين حذاء منهم أصفر وجميل وضاع عندها ولم يعثر عليه، ثم دهب ورجع مرة ثانية ببطانية وأخدوها منه، ولكن أخذها ثانية.
وأحب أن أستفسر: هل يلزم بعد صلاة الاستخارة أن نرى رؤيا عنها، أو هل بعد صلاة الفجر نرى رؤيا صحيحة؟
وجزاكم الله ألف خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلكما الإنجاب عن طريق طفل الأنابيب، وذلك جائز إذا تبين عجز الزوجين أو أحدهما عن الإنجاب بالطريق الطبيعي، بشرط أن يتم تلقيح بويضة المراة بمني زوجها لا غيره، وأن يزرع في رحمها دون رحم امرأة أخرى، فإذا تم ذلك فلا مانع منه، ولا إثم فيه إن شاء الله تعالى.
أما أن تستدينوا من البنك بالربا، فهو محرم شرعاً، ولا يحل لكم ذلك، إذ أن الربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فاتق الله تعالى وابحث بجدية عن طريق آخر، وادع الله تعالى بالتوفيق، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ [الطلاق:2].
ثم إن صلاة الاستخارة تكون في المباحات لا في المحرمات، ونتيجة الاستخارة تكون بما يطمئن إليه القلب بعدها، لا بما يرى بعدها من منامات ونحو ذلك، فيعمل بعدها المستخير بما يشرح الله صدره إليه، وبما ييسره من الأسباب، ففيه يكون الخير إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.