2008-10-20 • فتوى رقم 33008
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي يدرس اللغة العربية والقرآن في بلجيكا، ويدرس هذا للرجال بالدرجة الأولى، ولكنه يعلم أيضاً بعض النساء.
النساء يأتين في جماعة أقلها ثلاث، وباللباس الشرعي، فهن متحجبات والحمد لله ومصليات، وأخي يحفظ القرآن بإتقان ويحسن التجويد، كما أنه مدرس بالأساس للغة العربية وعلومها وليس معتدياً عليها.
في الفترة الأخيرة تعرض أخي لانتقادات لتعليمه النساء من بعض العامة، فثار الشك في نفوسنا إن كان عمل أخي في تعليم الأخوات حلال أم حرام.
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأما تعليمهن (من قبل أخيك) اللغة العربية فلا مانع من ذلك بشرط أن يكون النساء ملتزمات بالحجاب الكامل، وبشرط عدم وجود الخلوة المحرمة، (وهي انفراد الرجل مع المرأة التي لا تحل له)، وأن لا يقصد النظر إليهن قدر الإمكان، وبخاصة النظر بشهوة، وعلى كل فإن تعليم النساء للنساء أجدر وأولى.
وأما تعليمهن القرآن فالأصل عدم جواز ذلك، لأن صوت المرأة الملحن عورة، بخلاف صوتها العادي فهو ليس بعورة، وقراءة القرآن يلزم فيها التجويد وتحسين الصوت، وهو من التلحين.
ولكن عند الحاجة الماسة للتعلم إذا كان الشيخ مأموناً وكبيرا في السن ولم يوجد من النساء من تحل محله، فأرجو أن يسمح له بذلك، وإن كان خلاف الأولى في نظري.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.