2008-10-20 • فتوى رقم 33061
أنا فتاة جميلة والحمد لله، متزوجة منذ خمس سنوات من رجل محترم، وأحبه كثيراً.
أعمل في شركة، ولدي زميل متزوج يجلس معي في المكتب نفسه، ولوحدنا، هو متدين جداً، وأنا محجبة ومتدينة، ولكن للأسف دخل الشيطان بيننا وبدأ الزمن يمر، وبدأنا نعجب ببعضنا، وبدأ يحبني وأحبه كثيراً حتى اعترف لي بحبه واعترفت له بالمقابل.
وقد زنيت معه عدة مرات, كل مرة نندم ونستغفر ثم نعود، فكاد إحساسي بالذنب يقتلني، فتركت العمل واتفقنا أن لا نزني بعد الآن، مع أني ما زلت أحبه كثيراً وأفكر به كل الوقت، ولكننا اتفقنا أن نصبح مجرد أصدقاء كما كنا في السابق.
ماذا أفعل لكي يقبل الله توبتي، وهل يجب أن أتوقف عن مكالمته كصديق حتى، وماذا أفعل مع زوجي؛ هل عليه أن يعلم، وهل ما اقترفت عليه حكم شرعي، فلا أحد يعلم ماذا فعلت إلا الشاب والله تعالى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعتله من أكبر الكبائر، ومن المعاصي التي وعد الله تعالى فاعلها بالعقاب العظيم، والتي إن وصلت إلى القاضي فعقوبتها الرجم بالحجارة حتى الموت، وسببه ولوج مقدماته المحرمة من اختلاط وغيره إلى أن أفضت إليه.
فعليك الآن ستر نفسك، وعدم إخبار أحد أبداً أياً كان بما كان منك، وقطع علاقتك نهائياً بهذا الشاب الأجنبي عنك، والبعد عنه وعدم الالتقاء به، مع المبادرة إلى التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، والإكثار من الاستغفار.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.