2008-10-25 • فتوى رقم 33133
السلام عليكم
سؤالي يتعلق بالعلاقة الزوجية
دائما يقال للزوجة بأن لا تغضب زوجها، وأن لا يخلد للنوم وهو غير راض عنها ماذا عن العكس إذا رفض الزوج مضاجعة زوجته؟ وكل يوم يحتج بحجة ويتركها تنام وهي مستاءة منه؟
شكرا على الإجابة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبداً بغير مبرر، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعاً، وقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة، ولكن لو حدت بالزوج ظروف قاهرة دعته إلى نوع من الابتعاد عن زوجته، كالمرض أو السفر مثلاً، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب، وكذلك يباح للزوج أن يهجر زوجته إذا قصرت في حق ربها أو في حق زوجها بدون مبرر، ولكن بمقدار ما يردعها عن تقصيرها ويعيدها إلى الطريق الصحيح، دون مبالغة، لقوله تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) (النساء:34).
وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر، وأتمنى لكما السعادة والتوفيق.
فانصحي زوجك باللطف واللين واغتنمي وقت الراحة لذلك، وأسأل الله تعالى لكما التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.