2008-10-25 • فتوى رقم 33135
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ أحمد حفظه الله: أنا طالب دراسات عليا, أدرس في فرنسا, وأنوي إكمال دراستي والبقاء بعد نيل الشهادة للعمل من أجل اكتساب الخبرة من ثم العودة إلى البلاد.
قبل أن آتي إلى فرنسا سألت أحد كبار العلماء في مدينة حلب عن موضوع إنشاء رصيد في البنك, فأجابني بجواز ذلك للضرورة على أتخلص من الفائدة أولا بأول.
ومنذ فترة اطلعت على بعض الفتاوى على موقعكم بخصوص استخدام بطاقات الائتمان مما جعلني في حيرة من أمري, مع العلم أن طريقة تعاملي مع البنك الذي وضعت فيه رصيدي من المال هي على الشكل التالي:
يجوز لي أن أسحب ببطاقة الائتمان نقدا من خلال ماكينات السحب مبلغا لا يزيد على 1500 يورو شهريا, ويتم خصم المبلغ من رصيدي مباشرة وبدون فوائد.
يجوز لي شراء بضائع بقيمة لا تتجاوز الـ7000 يورو تقريبا على أن يخصم المبلغ من الرصيد في آخر الشهر بدون فوائد.
لا يقوم البنك بإعطائي أية فوائد إلا إذا تجاوز المال في رصيدي مبلغ 10000 يورو.
وسؤالي هو: إذا قمت بالسحب الآلي المباشر عن طريق البطاقة من أجل الحاجيات اليومية, ولم أستخدم الشراء بواسطة البطاقة إلا في حال الضرورة (كشراء سيارة) -وذلك تجنبا لحمل مبلغ كبير من المال أو حتى مجرد تركه في المنزل لما في ذلك من خطورة- هل في ذلك من حرج؟
وماذا أفعل إذا احتجت إلى ترك مال في رصيدي يزيد عن العشرة آلاف, هل أقوم بالتخلص من الفائدة أم هناك حلا آخر؟
اعتذر عن الإطالة وأرجو أن تشيروا علي بما يجب علي فعله، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فوضع المال في البنوك الربوية للاستثمار محرم وهو ربا، ووضعه للحفظ بدون فوائد جائز إن لم يوجد مكان آخر للحفظ، وإلا كره،
والتعامل بالبطاقات الائتمانية (السحب على المكشزف) مع البنوك الربوية لا يخلو من الربا المحرم فلا يجوز، فعليك أن تمتنع عن التعامل مع البنوك الربوية؛ لئلا تكون مساعداً لها على الإثم، أما بطاقات الإلكترون (السحب من الحساب) فلا مانع منه إذا خلا عن الربا، مع أن اشتراط الزيادة عند التأخر في السداد يجعل المعاملة ربوية ولو تفاديته بسرعة السداد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.