2008-10-28 • فتوى رقم 33286
أريد الاستفسار عن مجموعة طلبة كانوا في الكلية يهينونني بأنني عندي نقص وكثرت السخرية منهم لي والاستهزاء، فهل أنا ممن ينطبق عليه الحديث القدسي الذي فيما معناه أنني ممن لم يرض بقضاء الله والذين يسلط الله عليهم الدنيا وهو يركض فيها كركض الوحوش في البرية، مع العلم أنني عندي فعلا نقص وإذا وجدت شيئا عند غيري ليس معي أتضايق بالقلب فقط، وأتمنى زواله لكن هذا بالقلب فقط، ولا يخرج للخارج فإنني سمعت من أحد المشايخ الحسد إذا كان في القلب فقط، وأحاول كتمانه في القلب ولم يصاحبه فعل كأن أحاول مضايقة أو إيذاء من أحسده فهو ليس بحسد محرم؟ وإن كنت كذلك، فما علاج ما أنا فيه، علما أنني مصابة بالوسواس القهري؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
وعليك أن تدربي نفسك وتعوديها على ترك الحسد وحب الخير للناس روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: (( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.