2008-10-31 • فتوى رقم 33319
أنا مقيم في ديار الغرب وزوجتي مصابة بالسحر منذ سنوات، وتمكن منها ذلك إلى درجة أنها ترفض العلاج، وتركت البيت منذ ثلاث سنوات لتستقر عند بعض أقاربها كما تركت أولادها، وهم في سن أشد ما يكونون في حاجة إلى حنانها ورعايتها، وأنا الذي أقوم على رعايتهم وتربيتهم، وتخلت أيضا عن الصلاة والحجاب الشرعي وكلما سمعت القرآن جعلت أصابعها في أذنيها، وتأتي أفعالا وتتكلم بكلام ثم لا تذكر أي شيء من ذلك، وفي بعض الأحيان تحدثني كأنها ليست هي، وفيها كل أعراض السحر المعروفة والمذكورة في الكتب المتخصصة في ذلك، عائلتها يتصرفون تصرفات غريبة جدا إذ لا يسألون لا عليها ولا على الأولاد ولا يقومون بشيء لمساعدتها في محنتها الشديدة، السؤال هو مدى مسؤوليتها عن الأفعال التي تأتيها وخصوصا أنها غير مستقرة معي في البيت وقد تأتي ماهو حرام؟
وماذا إذا أتت كبيرة من الكبائر، هل المسحور قد يذهب به الأمر إلى اقتراف الكبائر والمحرمات؟ وإذا حدث ذلك ماذا يكون موقفي إذا علمت بذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يفك السحر إن وجد بالقرآن الكريم عامة، وبقراءة الفاتحة والمعوذتين والإخلاص وآية الكرسي وآخر سورة البقرة خصيصاً، مع الدعاء بالشفاء، سواء أكان قراءة القرآن من الشخص نفسه، أو من غيره له إذا كان من الصالحين.
روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ))
فعليك أن تسعى في علاج زوجتك، وعليك أن تكون حكيما أيضا في حجزها عن المحرمات ومنعها منها بالحكمة واللين، وأسأل الله تعالى لها الشفاء العاجل، ولا تسأل أنت عن أخطائها، ولا تسأل هي عن هذه الأخطاء إذا كانت بهذه الحالة التي ذكرتها، وأسال الله تعالى لها الشفاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.