2008-11-01 • فتوى رقم 33338
أنا فتاة أريد الزواج من قريب لي يصغرني بالعمر3 سنوات، وهو أيضا يرغب بالزواج مني للحب الشديد الذي يكنه لي في قلبه، وأنا كذلك، وتقدم لخطبتي عشرات المرات وأهلي لم يوافقوا بسبب فارق السن ولأسباب أخرى فأنا جامعية وهو يحمل الشهادة الثانوية ووضعه المادي متوسط، فأهلي يرفضونه بسبب المال والشهادة والعمر مع أنهم يشهدون له بالأخلاق العالية، وأنا أبلغ الآن27 سنة، وأهلي مازالوا يأخرونني عن الزواج بهذا الشاب، وأنا أحملهم بنفسي مسؤولية تأخري بالزواج، أطلب منكم المساعدة هل هذا الزواج ناجح وماذا ترسلون لي؟
وأرجو توجيه رسالة لأهلي فأنا لا أستطيع الاستغناء عن الشاب ولا عن أهلي، وأمي تقول لن تتزوجيه حتى آخر يوم في عمري، ماذا أفعل لقد سئمت الزواج، ولا أريده حتى أن أمي تقول أنهم صنعوا لي السحر، فأنا الآن في حالة سيئة وأكره الزواج، أدعو لي بالزوج الصالح والذرية الصالحة.
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تقنعي أهلك بالزواج من هذا الشاب (إن كان على خلق ودين) وتوسطي كبار العائلة (إن استدعى الأمر ذلك)، فإن وافقوا على ذلك فبها ونعمة، وإلا فعليك انتظار خاطب غيره توافقين عليه مع أهلك، وأسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير في الدنيا والآخرة.
وإن وجدت تعنتا من أهلك في المنع من غير مبرر فلك رفع الأمر للقاضي للبت في الموضوع، ولا أنصحك بالزواج منه بدون ذلك، لما قد يترتب عليه من الضرر، ولو تزوجت منه بدون موافقة الولي ولا القاضي فالزواج محل اختلاف الفقهاء، فمنهم من أجازه ومنهم من أفسده.
وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة.
وأوصيك في كل الأحوال بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.