2008-11-02 • فتوى رقم 33342
رجل متزوج من 23 سنة ارتبط بعلاقة غير شرعية لمدة 4 سنوات مع فتاه تصغره بـ15 سنة وهي لم تكن بكرا بل هو يعلم أنها كانت لها علاقات برجال قبله وهي تعلم أنه متزوج.
هل يجب عليه للتوبة أن يتزوجها، علما بأنه على يقين من أن زوجته الأولى لن تقبل أن يتزوج عليها وستصر على طلب الطلاق.
فهل يطلق زوجته ويتزوج الأخرى أم أن زواجه منها ليس شرطا لقبول التوبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعله سابقاً من أكبر المعاصي، وعليه التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليه ستر نفسه، وعدم إخبار أحد بما كان منه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، وعن هذه الفتاة بالذات لأنها سبب المشكلة، ولا أوصيه بالزواج منها، إلا إذا تابت وأنابت إلى الله تعالى فعلا، فله -وليس عليه- في هذه الحال الزواج منها إذا راى ذلك مناسبا دون أن يضر بزوجته الأولى التي صبرت على معصيته. ثم عليه الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأسأل الله له الهداية والاستقامة عليها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.