2008-11-04 • فتوى رقم 33432
أريد أن أسال: أنا موظف واشتركت مع شخص في مساهمة واستلمت رأس مالي وأرباحي منه، ويعلم الله أنني قبل الدخول معه سألته مراراً وتكراراً هل المساهمة حلال أم لا؟ وكان يحلف أنها حلال دوماً، المهم أنه في آخر المطاف سجن وأنكر حقوق أناس كثيرين واتهمني بأنني ساهمت معه بمبلغ كبير من المال يفوق مساهمتي الحقيقية، وأنني استلمت أرباحاً تفوق ما استلمته منه بخمسة أضعاف فأنكرت وذكرت أنني ساهمت معه بمبلغ أقل من المبلغ الذي ساهمت معه به وذلك خوفاً على وظيفتي وبعد مداولات في المحكمة طلب مني القاضي الحلف فحلفت أنني لم أساهم إلا بالمبلغ الذي ذكرته، وأنا أضمر في نفسي أنني سوف أعيد له ما استلمته من أرباح منه حال توفرها لدي، ويشهد الله على ذلك، وكنت أضمر هذا الأمر حتى من قبل الحلف، فما الحل فأنا أتعذب يومياً من هذا الأمر، ويشهد الله أن المبلغ لو كان لدي لما ترددت لحظة في إعطائه للشخص الذي اتهمني زوراً وبهتاناً ووالله لو كنت أعلم بما ستؤول إليه هذه المساهمة لما كنت اشتركت معه أساساً، ولو أنني ذكرت ماحصل فعلاً لتضررت في عملي وعشت أنا وأبنائي حالة لايعلمها إلا الله.
أرجو إفادتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أسأت بحلفك كذبا وهذه اليمين هي اليمين الغموس، وعليك الآن التوبة والاستغفار والإكثار من فعل الصالحات والندم والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك لأن الذنب أكبر من أن يُكفر، ويحرم عليك أن تحلف وأن تجعل اليمين الكاذب مخلصك مما أنت فيه، لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:224] وقال أيضاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.