2008-11-04 • فتوى رقم 33439
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرضت لضائقة مالية لسداد قسط شقة الزوجية، وكنت أحتاج فقط 5 آلاف جنية، فتقدمت بطلب قرض بفائدة من أحد البنوك عن طريق الوظيفة ، فاقترح علي أحد الأصدقاء أن أقترض 7 آلاف لحاجته لألفين من الجنيهات على سبيل القرض مني، ثم ندمت وتبت إلى الله كثيرا على هذا القرض الربوي، الآن أنا أعمل في بلد عربي حتى أستطيع أن أسدد هذا القرض وبعض الديون الأخرى، والسؤال هو: هل أسترد المبلغ الذي أقرضته لصديقي وأنفقه فيما أحل الله؟ أم أسترده وأنفقه كصدقة في سبيل الله
أم أتركه لصديقي نهائياًًًً
معذرة للإطالة وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
وعلى صديقك أن يسارع أيضا في سداد القرض للبنك مع التوبة كما سبق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.