2008-11-06 • فتوى رقم 33473
السلا م عليكم ياشيخ
أنا من أخبرتك أني نظرت لفلم سيء من غير قصد، ولعب في الشيطان، ويعلم الله أني تبت منها، لكن جاءتني الدورة الشهرية ووجدت نفسي أرجع إليها ثانية، وكل يوم يتلاعب في الشيطان وأنظر إليه، تبت إلى الله مرة أخرى، ولن أعود لها، سؤالي هل توبتي الأولى لم تقبل لأني رجعت وأصبح صومي لا يجوز أم أن الله غفور رحيم وسوف يقبلها مني وعالم بحالي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً، سواء مع الزوج أو بدونه، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور والأفلام الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعلى من ارتكب المحرمات أن يسارع إلى الندم والاستغفار مع التوبة الصادقة النصوح، وأن يكثر من فعل الصالحات كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114]
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70).
فإن تبت إلى الله توبة نصوحا فالله تعالى يقبل التوبة، وإن عدة ثانية فعودي إلى توبة أصدق من الأولى، والله تعالى دائما يقبل توبة التائبين الصادقين.
فإذا عدت إلى الذنب ثانية، فعليك أن تعودي إلى التوبة النصوح، وتقبل بإذن الله تعالى ويصح العمل بعدها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.