2008-11-08 • فتوى رقم 33520
السلام عليكم ورحمة الله
أنا مسلمة أقوم بالفرائض والسنة أذكر الله في كل وقت لكن حينما أخشع وأتامل في عظمة الخالق وكونه يرتكبني الوسواس أو الشك وأسال نفسي من هو الله، ومن أين أتى هل هذا معنى أنني لست مؤمنة فعلا أم أني كافرة، وهل ربي يغضب مني، ويلعنني ويخرجني من رحمته.
الرجاء أن تساعدني كي أتخلص من هذا الوسواس وأذكركم أني لم أكفر وأخرج من طاعة الله ولو مرة وأني أخشاه في كل خطواتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالله هو رب هذا الكون وهو خالقه ومنشئه من العدم، وهو وحده المتصرف فيه، وكل ما في الكون دليل على وجود هذا الإله العظيم، فالتناسق بين مفردات الكون (مثلا)فهو دليل على وجود الخالق ووحدانيته، قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الانبياء:22)، ثم إن مّن تفكَّر وتأمل في هذا الكون علِم أنه يقوم على نظامٍ عظيم غاية في الدقة التي لا يمكن إنكارها، وكل نظام لابد له من مُنظِّم، والصدفة لا تُوجِد نظاما بديعاً يعجز عن إبداعه أخبَر الناس وأذكاهم.
وهذا من وساوس الشيطان، فحاولي أن تصرفي ما يأتيك، ولا تخافي من هذه الوساوس أبدا، لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثقي بالله واثبتي ولا تخافي من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
وإنني أدعو الله تعالى أن يصرفها عنك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.