2008-11-12 • فتوى رقم 33649
السلام عليكم ورحمة الله
أنا في محنة شديدة وكلماأردت أن أتقرب إلى الله تعالى تحدثني نفسي أن هذه المحنة بسبب ذنوبي الكثيرة التي تثقل كاهلي فأتباطأ باللجوء إلى الله خجلا وحياء، فهل هذه وسوسة من الشيطان وكيف أتخلص منها؟ وهل يتقبل تعالى من عباده لجوئهم إليه وقت الشدة وقد قصروا بالعبادة في وقت الرخاء؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا شك أن ذلك من وسوسة الشيطان فالله تعالى يقبل الملتجئين إليه في كل الأحوال، فما عليك إلا أن تسارعي بالتوبة والرجعة إلى الله تعالى، فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتك وأن يكرمك بالاستقامة بعدها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.