2008-11-12 • فتوى رقم 33684
أريد الزواج مسيارا من أندنوسية ليس معها إقامة (معتمرة).
ما حكم الزواج منها، وما هو المطلوب مني في هذا الزواج، وما الحكم الشرعي فيها؟
أفيدونا، وجزاكم الله ألف خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فزواج المسيار مصطلح جديد لم ينتشر كثيراً بين المسلمين بعد، وأوضح صوره أن يتزوج إنسان امرأة زواجاً مستوفياً لشروطه الشرعية (من إيجاب وقبول، ووجود شاهدين، وموافقة ولي الزوجة عند أكثر الفقهاء)، ويشرط عليها أن لا ينفق عليها، ولا يبيت عندها إلا قليلاً، وأن لا تطالبه بالعدل بينها وبين زوجاته الأخريات إن كان له زوجات أخريات غيرها.
وهذا الزواج عامة الفقهاء على صحته إذا استوفى كافة أركانه وشروطه الشرعية من أيجاب وقبول وأن يكون الزوجان بالغين ويحل كل منهما للأخر، ووجود شاهدين وموافقة ولي الزوجة عند أكثر الفقهاء، ولكن تلك الشروط كلها لاغية ولا تلزم أياً من الزوجين، فللزوجة بعد الزواج أن تطالبه بالعدل بينها وبين زوجاته الأخريات، ولها أن تطالبه بالنفقة الزوجية، وكل حقوق الزوجة الشرعية.
علماً أنه لا يجوز لأحد الإقامة في بلد يمنع من ذلك ولي أمره، إلا بعد أخذ تصريح يجيز له ذلك لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء:59].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.