2008-11-12 • فتوى رقم 33695
أنا سخص عمري 22 عاما، قامت أمي بتربيتي منذ الصغر، ووالدي لم يتعرف علينا، ولم أجلس قط معه، ولا أشعر بأي مشاعر لأبوته نحوي.
والآن لا أرغب بالتعرف عليه، ولا حتى طرح السلام.
هل يعتبر هذا عقوقاً للوالد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء.
فأنصحك بالتودد إلى والدك وفاء بحق الأبوة عليك، وسامحه في تقصيره السابق نحوك، وأطعه فيما لا يترتب معه ضرر عليك، وإلا كنت أنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب على الأبناء مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).[العنكبوت:8]، ولا شك أنه سيعاملك بغير ما كان سابقاً إن أنت عاملته بالحسنى وداومت على ذلك، بل إن الله تعالى سيكرمك بذلك ويوفقك للخير إن شاء الله تعالى، وستتغير مشاعرك نحوه حينئذٍ.
وأوصيك بكثرة الدعاء له في جوف الليل، فإن الله تعالى هو مقلب القلوب ومغير أحوالها.
ولا تنس البقاء على برك بوالدتك.
وأساٍل الله تعالى لكم جميعا السعادة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.