2008-11-12 • فتوى رقم 33705
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا الفاضل
أريد معرفة إن كانت الاستعاذة والبسملة واجبة في الصلاة قبل سورة الفاتحة فقد سمعت من يحرمها ومن يكرهها ومن يقر بوجوبها أي الحكم أتبع؟
جزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في البسملة هل هي من الفاتحة أو لا، فذهب الجمهور إلى أنها ليست من الفاتحة، وذهب الشافعية إلى أنها من الفاتحة، وعليه فقد اختلفوا في وجوب قراءتها في الصلاة قبل الفاتحة، فأوجبه الشافعية، جهراً في الجهرية، وسراً في السرية، واستنه الجمهور، ومن استنها رأى أن تقرأ سراً من غير جهر في كل الأحوال.
أما التعوذ: فللفقهاء في الإسرار والجهر بالاستعاذة في الصّلاة ثلاثة آراءٍ:
الأوّل: استحباب الإسرار، وبه قال الحنفيّة، ومعهم في هذا الحنابلة، إلاّ ما استثناه ابن قدامة، وعلى هذا أيضاً المالكيّة في أحد قوليهم، وهو الأظهر عند الشّافعيّة.
الرّأي الثّاني: استحباب الجهر، وهو قول المالكيّة في ظاهر المدوّنة، ومقابل الأظهر عند الشّافعيّة، ويجهر في بعض الأحيان في الجنازة ونحوها ممّا يطلب الإسرار فيه تعليماً للسّنّة، ولأجل التّأليف، واستحبّها ابن قدامة وقال: اختار ذلك ابن تيميّة.
وقال في الفروع: إنّه المنصوص عن أحمد.
الرّأي الثّالث: التّخيير بين الإسرار والجهر، وهو قولٌ للشّافعيّة، ذكره الشافعي في كتاب الأم.
ولا مانع من الأخذ بأي من الأقوال السابقة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.