2008-11-12 • فتوى رقم 33715
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعيش في بلد عنصري جدا هو سويسرا، وهذا أثر علي بشكل سيء لأنني محجبة، من حيث العمل لم أستطيع الحصول على عمل كما أن الجنسية دخلت في عراقيل من كثرة الأسئلة عن حجابي كما أني لا أريد أن أكون سببا في حرمان عائلتي من الجنسية السويسرية، وحضرتكم تعلمون أهميتها عند البلاد العربية لو أردنا الاستقرار في أي بلد عربي وأنتم تعلمون وضعنا في العراق فذلك شاق بالنسبة لأطفالنا ومدارسهم هنا في سويسرا.
سؤالي لحضرتكم هل يمكنني ارتداء الباروكة العادية دون جلب النظر لحين أن نحصل على الجنسية بعد سنتين بالرغم من أن زوجي يلح علي بخلع حجاب الرأس، وأنا أرفض بشدة بالرغم من أنني أود أن أصارحكم أنني اصبحت مقتنعة لو أنني خلعت الحجاب لا أحد ينظر إلي فهنا لا أحد ينظر إلى الاخر لكن المحجبة مصدر رعب لهم فتكون محط أنظار الجميع في الشارع، فهل يمكنني ارتداء الباروكة لأتخلص من لفت النظر والنفور مني؟
وجزاكم الله ألف خير.
أختكم في الإسلام منى، سويسرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يصح تغطية الشعر بالباروكة عوضا عن الحجاب، ولبس الحجاب واجبٌ على المرأة البالغة العاقلة أمام الرجال الأجانب، ومن شروطه أن يكون ساتراً لكل العورة، وأن يكون الساتر سميكاً لا يشف وعريضاً لا يصف، وأن يكون ذا لونٍ كامدٍ لا يلفت النظر إليها، وأن لا يكون عليه زينةٌ أو زركشةٌ، وأن لا تقصد به التزين بل التستر.
ولا حجة ولا مسوغ لترك الحجاب لأي سبب كان، فأحكام الخالق تعالى مقدمة على أحكام المخلوقين، فاصبري واحتسبي واستعيني بالله تعالى ولا تخالفي أحكامه قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3] وقال الله تعالى: ((...وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)) [الطلاق من الآية4]
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.