2008-11-15 • فتوى رقم 33757
أمي منذ صغري وهي تقوم بأفعال تغضب الله، لدرجة أنها تساعد ابنتها على الفساد، لدرجة أن كل الجيران يتكلمون عنا.
نصحتها كثيراً وهجرتها لعلها تعود لله، لكن دون جدى.
والآن أنا مريض، والسبب أمي التي جعلت مني ديوثاً.
فماذا أفعل؟
لا أريد الإجابة على البريد الإلكتروني كي لا تعلم زوجتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل لأمك أن تساعد أختك أو غيرها على المحرم، فضلاً عن حرمة فعلها هي للمحرم.
بل على الابنة أن لا تطيع أمها إن أمرتها بما فيه معصية، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [العنكبوت:8].
فعليك أن تنصح أمك وأختك وتمنعهما جهدك من ارتكاب المعاصي، وذكر والدتك بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
فإن فعلت ذلك، وكررت النصيحة لهما بحكمة سنحت الفرصة، برأت ذمتك أنت أمام الله تعالى، ولا تكلف فوق ذلك.
وأسأل الله تعالى أن يستجيبا لنصحك، وأن يوفقك لبر والدتك في غير ما معصية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.