2008-11-15 • فتوى رقم 33782
السلام عليكم ورحمة الله
عندي بنت عمرها 25 سنة ولحد الآن غير متزوجة، هناك شاب تقدم لها 3 مرات، ونحن نرفضه لأنه أقل من مستواها الاجتماعي والمادي والدراسي، وعندما قابلناه لم نرتح له لا أنا ولا أبوها لكن هي مصرة على الزواج منه فقط، وترفض المقابلة بأي عريس آخر يتقدم لخطبتها، ولما سألنا عنه وعن أخلاقه ودينه لم نحصل على إجابات كثيرة، لكن الأجوبة التي حصلنا عليها أنه شب منيح، اكتشفنا أيضا أنه على علاقة بابنتنا وذلك لا يطمننا أبدا، لكنهم مصرين ولقد عاد مجددا لخطبتها، فماذا نفعل؟
هل ابنتي مذنبة عندما ترفض مقابلة العرسان الآخرين، أم نحن المخطؤن لأننا لم نقبل بذلك الشاب وهل تنصحونا بان نقبله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأولى إن كان الشاب ذا خلق ودين وسمعة حسنة أن تزوجوها إياه، وإن كان غير ذلك، فانصحوها باللطف والحكمة حتى تقنعوها بقبول غيره من الخطاب، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.