2006-02-26 • فتوى رقم 3397
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخي الجليل ماذا يفعل من يكتشف أن زوجته تغازل بالتلفون؟
بصراحة جعلني هذا الأمر أشك حتى في أن أبنائي من نسلي.
أرجوك، الموضوع قد يحتاج لأكثر من سؤال، ولكني أتعذب وأحتاج من يصبرني ويواسيني.
لقد أتيت ذات ليلة متأخراً، ووجدت الارتباك في زوجتي وهي تغلق الهاتف الجوال، و بعد انفرادي بالجوال، حاولت أن أشاهد آخر الأرقام المرسلة أو المستقبلة، وإذا بسجل المكالمات ممسوح، فما كان مني إلا أن قمت بوضع الوقت والتاريخ لكي أشاهد فاتورة الجوال، حيث أنها تسجل المكالمات المرسلة فقط بالوقت والتاريخ، ووجدت رقماً غريباً في الفاتورة بعد مدة تطول عن شهر كامل، وحاولت الاتصال به فلم يرد علي.
في الليل وقبل النوم أتاني اتصال من نفس الرقم، ولما سمع صوتي أقفل الخط، وأخبرت زوجتي بالرقم فبدى عليها الاتباك أكثر وأكثر.
وعند قيامي من النوم، إذا بها تتحدث عن الرقم الذي أتاني عبر الجوال، بأنه يعود لإحدى صديقاتها، وبدلاً من أن تحادثها صديقتها حادثها رجل وحاول التعرف عليها، وأنها جعلت أخوها يستخدم جوالي للتحدث إليه، والتشاجر معه، كل هذا وأنا نائم مع أني لم أذهب للفراش إلا الساعة الواحدة والنصف تقريباً.
حاولت البحث عن رقم الشخص في جوالي الخاص، وإذا بالسجل ممسوح لكي لا أعرف من تحدث، و كم هي مدة الحديث، وقبل ذهابي للعمل أخذت ورقة الفاتورة التي بها رقمه، ومدة المكالمة التي حدثت بينهما تلك الليلة، كان ما يقارب الثلث ساعة.
لم أشاهد بقية أوراق الفاتورة المحتوية على الأرقام الأخرى فقد يكون بينهما اتصالات أخرى.
ذهبت للعمل وبعد عودتي اكتشفت بأن هناك ورقة أخرى من الفاتورة قد سرقت، وبكل تأكيد كانت تحتوي على الاتصالات بينها وبينه.
واجهتها بالموضوع على الجوال حيث أنني طردتها من المنزل، وأخبرتني بأنها أخذت الورقة بسبب أن الفاتورة كبيرة، ولا تريد مني أن أغضب عليها أكثر، و هذا غير مقبول لأنني أنا من سيسدد الفاتورة على أي حال.
الآن هي وأولادي في بيت أهلها، وأنا أعاني من الهم، ولا أدري ماذا أفعل، هل أتحدث مع أبيها في الموضوع، أم أطلقها بسرية تامة بدون أي شوشرات لكي أحفظ على أبنائي وأسرتي ما سيطولها من كلام السوء بسببها، حسبي الله عليها.
شيخي الجليل: أنا أحتاجك، وأرغب في رؤية ردك علي بأسرع وقت، فالحال ورب البيت لا يسر.
تقبل تحياتي وتقديري وفائق احترامي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أرى أن أفضل سبيل بالنسبة لك أن تعيدها إلى بيتك حفاظاً على سمعتك وعلى أولادك، وأن تفاتحها بالموضوع بصراحة، وأن تمنع عنها كل وسائل الاتصال، وتمنعها من الخروج خارج المنزل، فلربما هو أحسن طريقة تحفظ فيها أبنائك، ولا تنس أن تدعو لها بظهر الغيب بأن يصلح الله تعالى حالها، ويهديها إلى طريق الحق المستقيم، فإذا أنست منها التوبة فاستر عليها، وإذا أنست منها الاستمرار في التطلع إلى الحرام فطلقها همسا، واسأل الله تعالى أن يعوضك خيرا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.