2008-12-04 • فتوى رقم 34369
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنالا أعلم أين أذهب وماذا أفعل.
أقسم بالله العظيم أني تبت وأني نادم على ما فعلت، مشكلتي أني ضعت بين ضميري وبين حالي، لقد زنيت وأنا ندمان شديد الندم.
أريد أن أصحح خطئي فتقدمت للزواج من الفتاة ولكن تم رفضي لاختلاف جنسيتي عن جنسيتها، أنا والحمد لله ميسور الحال ولكن لا أستطيع العيش بهذه الطريقة، أدعو الله كل يوم وكل سجدة أن ييسر لي الزواج من الفتاة، ولكن لا أعلم متى وكيف، أحس أني أخذت من البنت أغلى شيء عندها ولا أستطيع أني أتركها لأتزوج غيرها، ماذا تفعل هي؟
سألت وقالوا لي تزوجوا بالمحكمة ولكن هذا مستحيل لأن المحكمة سترفض الزواج لسبب الجنسية، أرغب بالزواج منها لأني أحبها ولكن لا أستطيع تركها بعد ما ظلمتها، هل يجوز أن أتزوجها بالخارج؟
هل يجوز أن أتزوجها في بلد آخر؟
أنا السبب أنا السبب، أدعو ربي كل يوم بالتوبة والمغفرة وأدعوه بتيسير أمري للزواج منها، ماذا أفعل ساعدني؟
لا أريد أن أترك البنت بعد ما ظلمتها وأخذت أغلى ما عندها، إن لم أستطع الزواج منها لا أعتقد أني سأقدر أن أتزوج طول عمري لأن هذا دين في رقبتي، الله يسامحني الله يسامحني، هل نسافر للزواج في الخارج؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
وعليك أن تعود فتحاول خطبة هذه الفتاة من أهلها إن علمت صدق توبتها، فإن يسر الله لك ذلك فبها، وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.