2008-12-04 • فتوى رقم 34386
السلام عليكم
أنا شاب سني 24 سنة قد كنت من قبل سيئا جدا في كل شيء لدرجة أن والديّ كانا يعانون مني وأيضا بعض الجيران لما كان لي من أفعال سيئة وسوء خلق فيوما من الأيام أراد لي الله تبارك و تعالى الهداية وكّل سبحانه وتعالى تلك الهداية بخروجي في سبيل الله والدعوة إلي الله فبفضل من الله ورحمة منه جل وعلا تغيرت أحوالي إلي النقيض تماما، ولكن ما أبالي له الآن وأقلق من أجله أحمل همه هم أصدقائي الذين كانوا معي، فما زالوا على هذه الأحوال وما فيها من غفلة وحب الدنيا فأنا قلق من أجلهم جدا لأننا كنا دائما مع بعضنا لا نتفارق منذ الصغر حتى الكبر وكلما أقرر أن أذهب لهم فأتصل بهم تلفونيا لأنهم مشغولون بطبيعة الحال لأستطيع مقابلتهم، وما في ذلك من مفارقات من عدم الرد علي الجوال وما إلي ذلك فأنا أحبهم وأريد لهم الخير، ولكني أشعر بالذنب والمسئولية تجاههم فأنا في حيرة من أمري؟
أفيدوني بالله عليكم ماذا أفعل، وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما عليك إلا أن تجتهد في دعوة أصدقائك إلى الخير الذي دلك الله تعالى عليه، مع الحذر من أن تعود إلى فعلهم، وعليك أن تكثر من الدعاء لهم بالهداية، فلأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من الدنيا وما فيها، فقد أخرج البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.)
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.