2008-12-07 • فتوى رقم 34538
الأستاذ الدكتور أحمد الحجي الكردي
جزاكم الله خيرا، وبارك في علمكم ووقتكم، أنا صاحب الفتوى 34436 المعنون له بالنازل أثناء النوم، أرجو أن يتسع صدركم لي فوالله أنا أعاني معاناة شديدة، جاء جوابكم على الفتوى مقتضباً وأنا بحاجة لاستفسار فيه
بسبب ما أجده من الوسواس تكون غلبة الظن -ولا أقول اليقين- عزيزة جدا، ودائما ما أشعر من نتاج هذا الوسواس أن ما أراه هو مني، ويبدأ الأمر بالشك ثم يتعاظم إلى أن أراه يقيناً، وقد ذكرتم في فتواكم أنه لا عبرة بالتوهم، فكيف أفرق بين التوهم وغلبة الظن في مثل حالتي، وإذا سمحت لي بسؤالين أخرين لتمام الأمر:
أثناء الغسل أقوم بإدخال الماء إلى داخل الأذن مما صار يضر بي لكي أتأكد أن الماء وصل إلى الأذن وأني قد غسلتها، فهل يجب علي ذلك، وما هو القدر المجزئ في غسل الأذن وكيفيته، وهل يكفي ما يصل إلى الأذن من الماء تلقائيا أثناء الغسل باستخدام الدش؟
كذلك إن اغتسلت ووقع لي الشك بعد تمام الغسل إذا كنت قد غسلت أحد الأعضاء أم لا، أو هل استوعبت بالغسل أحد الأعضاء وشمله الماء تماما أم لا، وقد يتعاظم هذا الشك أيضاً حتى لربما أقرم فأعيد الاغتسال ولا أسلم من شك بعد الإعادة، فهل يجب على إعادة الاغتسال كلما شككت فيما ذكرت لكم أم لا، وهل هناك فارق إن كان الشك بعد تمام الغسل مباشرة أي عندما أكون لازلات في دورة المياه ولم أرتدي ملابسي ولما يجف جسمي، أو بعد ذلك بوقت
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على سعة صدركم وأن يبارك في علمكم وما تفيدون به.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
_ فالعبرة بغلبة الظن المبني على دليل كرائحة المني أو شكله أو تذكر الرعشة الجنسية أثناء النوم أو غير ذلك... لا غلبة الظن التي هي تنتج الوسواس.
_ يكفي أن يصل الماء إلى الأذن وذلك يحصل عادة عند الاغتسال في الدوش ولا داعي إلى التشكك.
_ إن شككت هل غسلت عضوا أولا فلا تلتفت إلى ذلك، واجزم بأنك غسلته بما أنك في حالة وسواس.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.