2008-12-07 • فتوى رقم 34550
السلام عليكم
والدي يحسن للغير ولا يحسن لأولاده كما يسيء معاملة والدتي ويسب الدين والرب ونحن نتصدى له، هل هذا يعتبر عقوقا أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكم الاستمرار بنصحه بحكمة وموعظة حسنة، (أو توكلوا أحدا ذا مكانة وحكمة ليقوم بذلك) وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وأنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا فيه عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وأسال الله تعالى أن يهديه ويوفقكم لنصحه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوصيكم بكثرة الدعاء له بالهداية والاستقامة وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى له الهداية العاجلة.
وأوصيكم مع ذلك ببر هذا الوالد والإحسان إليه فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولا شك أنه سيتغير معكم إن عاملتموه بالحسنى وداومتم على ذلك، بل إن الله تعالى سيكرمكم بما تحبون، ويصرف عنكم آثار كلامه السيء إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.