2008-12-07 • فتوى رقم 34560
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب تعرفت على امرأة متزوجة هاجر زوجها إلى أوروبا بعد زواجهما بثلاثة أشهر هجرة غير شرعية، وغاب عنها لمدة أربع سنوات، ولهذا قامت فيما بيننا علاقة حميمية أدت بنا إلى الزنا، وقالت لي أنا حرمت من المتعة الزوجية وتعاهدنا أن نتزوج بعد أن تطلب الطلاق من القاضي لأن زوجها غاب وتركها، أنا نادم على هذا وطلبت منها الرجوع إلى زوجها أي عدم الطلاق وقالت لي لا أريد الزواج منك، ماذا أفعل وعدتها بالزواج وأحبها هل حلال الزواج منها، وما حكم الشرع فيما فعلت، اللهم اغفر لي، لاريد أن تبقى بدون زوج لأنها رفضت الرجوع إليه ولن تتزوج من غيري؟
انصحوني بما هو صواب، سأتوب إلى الله، اللهم اغفر لي، هل يجوز لي الزواج منها رغم أنني تسببت لها في الطلاق؟
أجبوني حالا جزاكم الله خيرا، إن أمكن عبر بريدي الالكتروني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فعليك البعد عن أسباب المعصية وترك هذه المرأة، وليس لك أن تعرض ولا أن تصرح لها بالزواج منها، لكن لو رفعت أمرها إلى القاضي فطلقها فلك أن تتزوج منها زواجا شرعيا بعد أن تنقضي عدتها إن علمت صدق توبتها، أسأل الله تعالى أن يهديكما إلى التوبة النصوح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.