2008-12-07 • فتوى رقم 34568
السلام عليكم
شيخنا الفاضل: ما حكم الدين في زواج فتاة زواجاً كاملاً مستوفٍ لكل الشروط، وموثق قانونياً، من شاب مسلم أجنبي عن بلدها.
طلبت منه أن ينتظرها لحين إكمالها دراستها ببلدها، وبعدها تلتحق به لبلده المقيم فيه، وقد وافق زوجها لأنه يحبها ويحب إسعادها، رغم أن المدة تستغرق سنتين، ورغم أنه قادر على فتح بيت الزوجية وتلبية حاجيات الزواج، فوافق، لكنه طلب أن يتمتع بحقوقه في المعاشرة الزوجية (كاملة)، وينزل لبلدها أسبوعا أو أكثر كل 4 شهور.
هل يجب على الفتاة الامتثال له، أم تطلب أن ينتظرها حتى تلتحق به ببلده، وإذا ما امتنعت؛ هل يعتبر حراماً أم جائز؟
جزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيحل للرجل بعد عقد القران بشروطه الشرعية من زوجته ما يحل للرجل من زوجته تماماً، وله حق الاتصال بها كالأزواج الآخرين إذا وافقت هي على ذلك، فإذا لم توافق فلها منع نفسها عنه حتى يدفع لها المهر المعجل كله، فإذا دفعه لها وأمن لها بيتا مستقلا بها وجب عليها طاعته، وامتنع عليها منع نفسها عنه.
وعلى الزوجة السمع والطاعة والاحترام لزوجها بعد العقد، لكن على ما يجيزه لها الشرع والعرف؛ لأن العرف يعد مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي إذا لم يناقضه نص.
وأسأل الله تعالى لكما التوفيق والسعادة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.