2008-12-16 • فتوى رقم 34758
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الوقت السابق كنت أقوم بعمل قروض شخصية من البنوك نظرا لأنني كنت أمر بضائقة مالية باستمرار نظرا لحجم مسؤوليتي الكبير تجاه أهلي وبيتي وأيضا لسوء تصرفي في بعض الأمور، ولكن أنعم الله علي بالهداية وإن شاء الله بالتوبة النصوحة، وحاليا إجمالي الأقساط الواجبة علي شهريا أكبر من دخلي حيث كان لي دخل آخر من تجارة وقد انقطع هذا الدخل وحاولت مرارا وتكرارا الاقتراض من بعض الأقارب أو المعارف دون جدوى حيث أن الوسط الذي أعيش به يحتاج للمساعدة ويد العون، وحاليا أقوم بأخذ قرض لسداد جميع ديوني ويكون قسطه مناسبا لدخلي وأيضا يكون معينا لي في توبتي النصوحة حيث تقوم البنوك حاليا بمطالبتي عن طريق القضاء وأخاف أن يتطور الأمر وتكون هناك أحكام قضائية واجبة النفاذ، فهل هذا الحل حلال أم حرام وإن كان هذا الحل حراما فماذا أفعل؟
والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
فلا يجوز لك أن تعود فتأخذ قرضا ربويا لكن تتخلص من القرض الأول بما يتاح لك من الطرق المباحة، وإن صدقت في توبتك أعانك الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.