2008-12-18 • فتوى رقم 34828
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله كل خير.
ولد عمره 23 سنة، ما زال يدرس، لكنه عاق لوالده، يتطاول عليه، ويشتمه، ولا يحترمه، ويهينه، ووصل حتي لتهديده بالقتل، وصرح أنه يكرهه.
هل الأب يطرد هذا الابن، أم يشتكيه إلي الحاكم، وماذا تفعل الأم تجاه هذا الولد، وهي دائماً تنصحه وتقول له: حرام ما تفعله، لكنه دائماً يظن نفسه أنه مظلوم، ولا يسمع كلامها؟
أرجوكم أغيثونا بالرد في أقرب وقت ممكن.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما على الأم إلا أن تستمر في نصحها لابنها، وترغبه وترهبه، وتذكره بعظيم فضل والده عليه، وعظيم أجره إن بره، وعظيم خسارته إن عقه.
وتعلمه بأنه إن بر والديه بره أولاده في المستقبل جزاء وفاقا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم) أخرجه الطبراني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيئ بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد على الحوض) أخرجه الطبراني.
وكذلك إن عق والديه عقه أولاده، قال الله عز وجل: {ومن يعمل سوءا يجز به} [النساء:123].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، فكما تدين تدان) أخرجه عبد الرزاق في المصنف.
وعن ثابت البناني قال: رأيت رجلا يضرب أباه في موضع، فقيل له: ما هذا؟ فقال الأب: خلوا عنه؛ فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع، فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع.
ثم على الأم بعد ذلك أن تجتهد في معرفة سبب عقوق ابنها، ومعالجته بحكمة.
مع دعاء الله تعالى وخصوصاً في جوف الليل أن يرزق ابنها البر بأبويه، وأن يلهم أبويه أن يعيناه على ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.